السبت، 16 فبراير 2019

كيف يقوم دماغك بالتركيز و الإدراك

قد تكمن آلية رئيسية في دماغنا وراء قدرتنا على تركيز الانتباه بشكل سريع، هذا ما اكتشفه علماء من جامعة كوينزلاند University of Queensland. تقوم الحواس بشكلّ دائم بإرسال معلومات إلى أدمغتنا، لكن يتفاوت مستوى يقظتنا تجاه هذه المعلومات، ما يسمح لنا ب الإدراك والتركيز بشكلٍ محددٍ على محادثةٍ دون أُخرى . يشرح البروفيسور ستيفن وليامز Stephan Williams من معهد الدماغ في جامعة كوينزلاند: «إذا أردنا إعطاء تركيزنا الكامل، يحدث شيءٌ ما في الدماغ و الخلايا العصبية لتمكيننا من التركيز ومنع الالتهاء». «يجب أن تكون هناك آلية تشير إلى الشيء الذي نريد التركيز عليه». ومع ذلك، هذه الآلية ليست مفهومة جيدًا، كما يقول.


وأظهرت الأبحاث أن النشاط الكهربائي يتغير في«القشرة المخيّة الحديثة» للدماغ عندما نقوم ب التركيز . بالتزامن مع بعضها البعض تتوقف الخلايا عن ارسال الإشارات بشكلٍ مستقلٍ «التشتت» وتبدأ بعملية المزامنة. يقول وليامز: «هذا أمرٌ مفيد، لأنه يسمح للخلايا العصبية الفردية بالاستجابة للمعلومات الحسية بطرقٍ مختلفة. وهكذا، يمكننا التركيز على ما يقوله أحد الأصدقاء في غرفةٍ مزدحمة أو سيارةٍ مسرعة على الطريق. من المعروف أن النظام الكوليني في الدماغ يلعب دورًا مهمًا في إطلاق هذا التشتيت. كما يوضح: «يتكون النظام الكوليني من مجموعاتٍ من الخلايا العصبية الخاصة التي تركِّب وتطلق جزيء إشاراتٍ يدعى أستيل كولين Acetylcholine، وهذه المجموعات تقوم باتصالات بعيدة المدى في كل أنحاء الدماغ».

تشير الأدلة المتزايدة إلى أن النظام الكوليني لا يعمل كمفتاحٍ رئيسيّ فقط، بل ويمكّن الدماغ أيضًا من تحديد أي المعلومات الحسية هي الأبرز والجديرة بالاهتمام في كل لحظة، ثم يسلّط الضوء على هذه المعلومات. يقول وليامز: «إن النظام الكوليني يبث ويرسل إلى الدماغ، وهذا الشيء المهم حقًا لأن نكون يقظين». ويضيف أن النظام الكوليني سبق أن ظهر له تأثير بعيد المدى على قدراتنا المعرفية. وكما يقول، تدمير النظام الكوليني في الحيوانات يدمر الإدراك وتكوين الذاكرة بشكل واضح. لدى البشر وبشكلٍ لافت يحدث التدهور التدريجي للنظام الكوليني في الأمراض المدمرة التي تثبط الإدراك والذاكرة، وألزهايمر مثالٌ على ذلك. لكن وبشكلٍ غير واضحٍ يقوم هذا المفتاح الرئيسي بتحديد الخلايا العصبية التي يتم استهدافها والتأثير على قدرتها الوظيفية.



تساءل وليامز و(لي فليتشر Lee Fletcher) الباحث في معهد الدماغ في كوينزلاند QBI عما إذا كانت الطبقة الخامسة من الخلايا العصبية الهرمية، والخلايا العصبية «المُخرجة» من القشرة المخية الحديثة، قد تكون مسببة، لأن لها دور كبير في كيفية إدراكنا للعالم. يقول وليامز: «إن الخلايا العصبية المُخرجة من القشرة المخية الحديثة تقوم بعمليات حسابية يعتقد أنها تكمن وراء إدراكنا للعالم». أراد وليامز وفليتشر أن يعرفا ما إذا كان النظام الكوليني قادرًا على التأثير في نشاط هذه الخلايا العصبية المُخرجة. باستخدام تقنيةٍ تسمى «علم البصريات الوراثي» عدّلا الخلايا العصبية في النظام الكوليني في أدمغة الفئران لكي يمكن تفعيلها باستخدام وميض الضوء الأزرق، ما أدى إلى إطلاقٍ مفاجىء للأستيل كولين. هذا سمح للباحثين بمراقبة التفاعل بين النظام الكوليني والخلايا العصبية المُخرجة عن كثب. واكتشفوا أنه إذا لم تكن الخلايا العصبية المُخرجة نشطة في الوقت الحالي، فلم ينجز الكثير بعد.


ولكن عندما تلقت تلك العصبونات مُدخلًا تحفيزيًا في التغصنات، أصبح النظام الكوليني قادرًا على زيادة نشاطه بشكلٍ كبير. يقول فليتشر: «يبدو الأمر كما لو أن النظام الكوليني أعطى إشارة انطلاق، الأمر الذي مكّن الخلايا العصبية الناتجة من القشرة المخية الحديثة من الاستجابة بقوة». المهم في الأمر أن هذا التغيير كان انتقائيًا، ويظهر فقط أثناء معالجة المدخلات التحفيزية في التغصنات من الخلايا العصبية «المُخرجة». يقول وليامز: «لقد عرفنا لبعض الوقت أن تغصنات الخلايا العصبية المُخرجة من القشرة المخية الحديثة تصبح نشطة فقط عندما تقوم الحيوانات بسلوك فعّال، وأن هذا النشاط مرتبطٌ بالإدراك وأداء المهام».


التحول الحاصل لدى الفئران والجرذان والناتج عن هذا العمل الجديد بيّن أن النظام الكوليني بالغ الأهمية، ويسمح للخلايا العصبية المُخرجة بإجراء عملياتٍ حسابية منوطة بالحالة. يقول وليامز: «نقترح أن يحدث هذا التحول أيضًا في القشرة المخية الحديثة للإنسان، ما يسمح لنا بتغيير حالة اليقظة و التركيز لدينا بسرعة».«لذلك، فإن عملنا يوفر نظرةً ثاقبةً هامّة حول كيفية تأثير التدهور التدريجي للنظام الكوليني في المرض على تقويض الإدراك البشري». النتيجة: «شبكة التفرعات للنظام الكوليني تتحكم بالخلايا العصبية المُخرجة عن القشرة المخية الحديثة».

المصدر : مجلة الخلايا العصبية Neuro

الجمعة، 8 فبراير 2019

كيف يحافظ جسم الإنسان على درجة حرارته !؟

سواء أكنت تتنزه في الحديقة، أو تنتظر الحافلة، أو تلعب خارج المنزل، من المهم جدًّا أن تبقى دافئًا.

من حسن حظك أن عملية استقلاب الطعام الداخل إلى جسمك تشكل مدفأة داخلية.

ولكن عندما يكون الطقس باردًا، لا بد من اتّباع بعض الاستراتيجيات التي تساعد على تدفئة الجسم، وتقلل من تبديد الحرارة في الوسط المحيط.

وكلما زاد الفرق بين درجة حرارة الجسم ودرجة حرارة الوسط المحيط به، زادت سرعة فقدانه للحرارة، ما يجعل من المحافظة على حرارة الجسم تحدّيًا حقيقيًّا.

ويمكن لشخصين مختلفَين، لهما نفس درجة حرارة الجسم تمامًا، وموضوعَين في بيئتين متماثلتين، أن يعانيا من ردات فعل مختلفة. فقد يشعر أحدهما بالبرد القارس، في حين يظهر الآخر علامات الراحة.

وبصرف النظر عن هذه التجربة، يعرف العلماء اليوم أن استجابة الجسم الفيزيولوجية -بالإضافة إلى بعض العادات السلوكية، مثل ارتداء الملابس الدافئة- تحافظ على حرارة الجسم ثابتة تقريبًا، حوالي 37 درجة مئوية، ما يجعلك دافئًا.

ما يفعله جسمك:

ينقل الدم المغذيات والأوكسجين إلى كل خلايا جسم الإنسان عبر الأوعية الدموية المختلفة.

ويعمل جهاز الدوران على نقل الحرارة المتولدة في العضلات إلى سطح الجلد حيث تحرّر هناك.

عندما تدخل بيئة منخفضة الحرارة، يُعِيد جسمك توزيعَ الدم، ما يسبب زيادة تدفقه داخل الجذع، ليحافظ على ثبات حرارة الأعضاء الداخلية الأساسية.

في حين تنقبض الأوعية الدموية المجاورة للجلد، لتقلل خسارة الحرارة عن طريق سطح الجلد.

هناك طريقة أخرى لتسخين الجسم، تتمثل بتفعيل عمل العضلات؛ والذي بدوره يزيد من الاستقلاب ويرفع درجة الحرارة.

تذكّر إحدى تلك المرات التي سرت فيها في الشارع، وكان الجو باردًا جدًّا، هل تتذكّر أن أسنانك بدأت بالصرير، ويديك وقدميك بدأتا بالارتعاش؟ ردات الفعل اللاإرادية هذه ما هي إلا أساليب يتّبعها الجسم لزيادة عمل العضلات، وتحفيزها على حرق المزيد من المغذيات.

الاختلافات في وزن الجسم، وكمية الشحوم فيه، ومعدل الاستقلاب العام، قادرة على تفسير اختلاف الاستجابة لانخفاض درجة الحرارة بين الاشخاص المختلفين. مثلًا، الأشخاص النحيلون، قليلو الشحوم، يفقدون الحرارة أسرع من البدينين.

والأشخاص ضخام القامة، الذين يملكون كتلة عضلية كبيرة، قادرون على حرق كميات ضخمة من الطعام، وبالتالي تحرير الكثير من الطاقة الحرارية.

أشياء تستطيع القيام بها:

لتحافظ على حرارة جسمك، يمكنك أن تتحكّم بملابسك، وطعامك، ونشاطك الفيزيائي.

يلجأ الناس عادة إلى ارتداء المعطف، والقبعة، والقفازات. ومن الطبيعي أن زيادة ثخانة الألبسة وزيادة عدد الطبقات تزيد من الدفء.

وظيفة الملابس ليست توليد الحرارة، بل حفظ حرارة الجسم المتولدة داخله.

وخلافًا لما يظنه الناس، فإن الحرارة المفقودة من ناحية الرأس، لا تزيد عن الحرارة المفقودة من أي جزء آخر من الجسم مماثل له بمساحة السطح.

فمثلًا إذا ارتديت قبعة دون معطف، فإن كمية الحرارة المفقودة عن طريق جذعك ستكون أكبر من تلك المفقودة عن طريق رأسك.

وعند تغطيتك للجذع، ستقلل من كمية الحرارة المفقودة عن طريقه، ما يسمح للدم بنشر الحرارة للأطراف.

وإن نشاطك الفيزيائي يسبّب زيادة في حرق عضلات جسمك للمغذيات، وبالتالي إنتاج المزيد من الحرارة.

سيزيد الطعام من توليد جسدك للحرارة، وستزيد عملية حرق الطعام من حرارة الجسم. في بعض الأحيان، يتناول المخيمون وجبة طعام خفيفة قبل النوم من أجل رفع درجة حرارة الجسم خلال الليلة الباردة.

رغم أن كمية الحرارة الناتجة عن استقلاب وجبة طعام خفيفة ليست كبيرة، لكن حدّ الحرارة الفاصل بين حالة التوازن وحالة فقدان الحرارة ضئيل جدًّا.

قد تلاحظ في هذه الحالة أيضًا ميلًا للتبوّل بكثرة، وهذا ما يدعوه العلماء غزارة البول المولَّدة بالبرد-Cold Diuresis.

ويظهر هذا الأمر كأثر جانبي لتقبّض الأوعية الدموية الذي ينتج عنه ارتفاع في ضغط الدم، إذ إنّ كمية الدم نفسها أصبحت تشغل حيّزًا أصغر تسافر عبره إلى الجسم.

وإذا كنت من الناس الذين يحبون ارتداء المعطف، حتى عند شعورهم بالدفء، فعليك أن تفكير مليًّا في هذه العادة، فارتفاع درجة حرارة جسمك ستدفع الدم للوصول إلى سطح الجلد بكميات أكبر، والأسوأ من ذلك، أنك ستبدأ بالتعرق.

وعندما تخرج إلى مكان بارد وأنت هكذا، ستشعر بالبرد أكثر، نتيجة ملامسة الهواء البارد لجلدك وتبخيره لعرقك.

أفضل طريقة لتجنب هذه المشاكل هي بارتداء ملابس مناسبة، سواء أكنت داخل المنزل أو خارجه.

الثلاثاء، 5 فبراير 2019

أصيبت به حتى الديناصورات..تعرف على تاريخ السرطان !


فى وقت ما منذ ما يقرب من 2250 عام عانى مصرى قديم فى عصر البطالمة نطلق على موميائه اليوم إسم "M1" ، من مرض مجهول صاحبه ألم شديد فى إسفل الظهر.و مع إنتشار مرضه فى مناطق إخرى من جسده ، اضحت حركته صعبة و مضنية. و بعد وفاته البطيئة متدثرا فى آلامه ، سارع أهله بدفع تكلفة تحنيطه بالرغم من أنه ليس من طبقة الصفوة أو الأغنياء إلا أنهم قد ارتؤوا تجهيزه لكى يبعث فى حياة أخرى رغدة سعيدة يعوض فيها ما عاناه فى الدنيا من آلام مريرة.

أما الرغد و السعادة فقد كانا من نصيب الفريق البحثى القائم على مومياء "M1"، و بعد قرون طويلة مرت على تحنيطه يرسلون بتحياتهم إلى ذويه فى "العالم الآخر" فلولا إتخاذهم قرار تحنيط "M1" لم يكن الباحثون ليتعرفوا على أقدم حالة من سرطان البروستاتا فى مصر القديمة و ثانى أقدم حالة فى التاريخ. سعادة الفريق البحثى كانت لأن إكتشافهم هذا بمثابة الضربة القاضية لضحض النظرية القائلة بأن مرض السرطان من صنع الإنسان الحديث و ما فى ذلك من إلقاء باللوم على الثورة الصناعية و تبعاتها .


و للسرطان تاريخ...

إن تاريخ مرض السرطان موغل فى القدم أكثر مما نتخيل، حتى أنه يعود إلى ما قبل التاريخ، فى عصر سادت فيه الأرض زواحف عملاقة إسمها الديناصورات! تخبط "جروجوصورس"- آكل اللحم- كثيرا و أصيب بالعديد من الكسور و الجروح الغائرة المندملة كما كان واضحا على هيكله العظمى البالغ من العمر 72 مليون عام و المكتشف سنة 1997 ، لم يكن ذلك لضعف الجروجوصورس المسكين و قلة حيلته بين أقرانه آكلى اللحم ،إنما إصابته بورم ضخم بحجم كرة البيسبول فى المخ أفقده السيطرة على إتزانه و من ثم تعرضه الدائم للإصابات البالغة. لم يكن هذا الإكتشاف الأول و لا الأخير لأورام سرطانية فى الديناصورات، وجد دكتور "روتشيلد" أن ظاهرة مرض السرطان فى الديناصورات تستحق بحث موسع و شامل ، فحمل معه جهاز المسح بأشعة أكس و سافر إلى شمال أمريكا بصحبة فريقه البحثى من جامعة أوهايو لإجراء مسوح على 10000 فقرة ظهرية لأكثر من 700 عينة من المتحف لأنواع مختلفة من الديناصورات. و بالفعل كانت نتيجة المسح إكتشاف 29 ورم عظمى من 97 و هو العدد الكلى لعينات ديناصورات "هيدروصوراس" آكلة العشب.

أما الأسباب وراء إصابة الديناصورات بالسرطان فى هذه الحقبة البعيدة من الزمن هو لغز تعددت فيه النظريات ، أكثر هذه النظريات جموحا تلك التى فسرت الوفاة الجماعية و المفاجأة للديناصورات. مع دراسة علماء الفلك لعمق كوننا وجدوا أن كوكب الأرض قد تعرض لكميات متغيرة من الإشاعات القادمة من الفضاء على مدار عمرها و بناءا على تلك الملاحظة ، رجحت إحدى النظريات المتحمسة أن أوراما سرطانية سببتها إشعاعات متأينة من الفضاء ربما قضت على الديناصورات عن آخرها! لم تبقى تلك النظرية طويلا على الساحة العلمية إذ سقطت سقطة مدوية بدفعة من دراسة حديثة أجراها "روتشيلد"، قارن فيها ما بين معدل حدوث مرض السرطان فى فقاريات العصر الحالى و معدل حدوثه فى العينات الـ 700 التى أجرى عليها دراسته السابقة و كانت النتيجة أن معدل الحدوث واحد تقريبا و لم يختلف من ملايين السنين عن الآن.

رؤية ساخرة: التدخين هو السبب وراء إصابة الديناصورات بمرض السرطان!!

إختفت الديناصورات من على وجه الأرض و إختلفت الآراء حول السبب ، و لكنها أفسحت المجال لظهور أشكال جديدة للحياة على كوكب الأرض و من أهمها ظهور الإنسان و بقى السرطان عاملا مشتركا. تناولت البرديات المصرية القديمة وصفا لمرض السرطان، وتعد بردية "إيبرس" (1500 قبل الميلاد) كتابا متكاملا لأنواع الأورام المختلفة مع العلاجات المتاحة لكل نوع لكن معظم تلك العلاجات معتمدة على السحر و الرقيات.

بردية إيبرس

إحتوت الكتابات الإغريقية منذ القرن الخامس قبل الميلاد عن مرض السرطان، و شارك العالم الإغريقى "أبقراط" الملقب بـ "أبو الطب" بالنصيب الأكبر آنذاك فقد لاحظ طبيعة الورم السرطانى و ميز شكله على هيئة "سرطان البحر Carcino" و من هنا جاءت تسميته، كما ميز الإغريق ما بين الأورام الحميدة و الخبيثة.

و كما شهَدت الأدبيات العلمية القديمة المتمثلة فى البرديات و الكتابات على إنتشار مرض السرطان قديما ، شهَدت مومياءاتهم أيضا على ذلك. فحصت جمعية علم الأمراض القديمة التى تأسست فى سبعينات القرن الماضى ، مئات المومياءات المصرية القديمة كما درس نادى الأمراض القديمة التابع لجامعة فيرجينا مئات أخرى من المومياءات من تشيلى و بيرو ، فكانت النتيجة إكتشاف العديد من الأورام السرطانية الحميدة فى الأيدى و الأرجل و بعض الأورام التى أصابت الأعصاب. كانت الأورام الخبيثة أيضا لها نصيب من الإكتشاف، فى مومياء طفل من تشيلى يرجع تاريخها إلى عام 003-600 م. و مؤخرا كان إكتشاف العالم "زيمرمان" فى 2003 لحالة سرطان المستقيم فى مومياء مصرية قديمة تعود إلى العصر البطلمى وُجدت فى الواحات الداخلة.

السرطان: مرض قديم أم حديث أم شئ فيما بينهما؟!

العنوان السابق كان لمقال نشره "زيمرمان" فى 2010 تناول فيه تاريخ مرض السرطان و خلص فى نهاية مقاله أن السرطان مرض حديث النشأة من صنع الإنسان! وأن الأورام المكتشفة فى المومياءات القديمة هى حالات أغلبها غير مؤكد أما المؤكد منها إن دل على شئ فهو يدل على ندرة المرض قديما لأن مسبباته غير موجودة فى الطبيعة، فبيد الحداثة و التطور تعاظم مرض السرطان و أصبح المسئول
الثانى عن موت البشر بعد الأمراض القلبية فى العالم الحديث.

لقى مقال زيمرمان نقدا واسعا من جموع العلماء و المتخصصين، لأن رؤية زيمرمان لعدم وجود أى مسببات فى الطبيعية قادرة على حث مرض السرطان للظهور و هو رأى خاطئ تماما. الديناصورات آكلة العشب "هيدروصوراس" ربما أصيبت بالسرطان لأكلها من أوراق الأشجار من فئة الصنوبريات المحتوية على مواد مسرطنة. الأشعة فوق البنفسجية تنبعث من الشمس منذ بدء الخليقة و سرطان الجلد نتيجة طبيعية للتعرض لها، كذلك إستنشاق الدخان و مخلفات الإحتراق (السناج الأسود) مسبب للسرطان، ناهيك عن الإصابة بالعدوى من الفيروسات المنشرة حولنا و التى تصيب بسرطانات فى الكبد و الحوض.لذا فإن الإنسان القديم لم يكن بمعزل عن المواد المسرطنة كما هو الحال مع الإنسان الحديث.

يعانى البشر اليوم من تبعات التطور فوجدت المواد المسرطنة لها مكانا فى البيئة المحيطة و الطعام. بالرغم من هذه الحقيقة فإن حدوث مرض السرطان فى عصرنا الحديث يعتمد بشكل أساسى على نمط و أسلوب حياة الفرد ، إلى جانب العوامل الطبيعية الخارجة عن إرادتنا بالطبع . لكن ذلك الأمر و لحسن الحظ يمكن لكل فرد التحكم فيه ، التدخين كمثال مسئول عن ربع حالات الإصابة بالسرطان حول العالم ، و منعه نهائيا يمكن أن يخفض الإصابة بالمرض. إنتهاج الإنسان لأسلوب حياة صحى قائم على نظام غذائى سليم و تجنب السمنة بممارسة الرياضة بشكل دائم و الإبتعاد قدر الإمكان عن مسببات السرطان المعروفة مثل التدخين و تناول المشروبات الكحولية و التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة ، تجعله بمأمن من المرض.


الخلاصة: السرطان مرض قديم

الحضارات القديمة لم تكن متطورة بالشكل الكافى فى مجال إكتشاف و علاج الأمراض فكان متوسط حياة الفرد آنذاك لا يتعدى 40-50 عام. بالتالى لم يكن مرض السرطان سمة ظاهرة ، حيث أن السرطان مرض مرتبط بالتقدم فى العمر لأن الوقت عامل رئيسى يحتاجه المرض لكى يتكاثر و يثبت دعائمه فى جسم الإنسان لذلك يزداد حدوثه فيما بعد الـ 50 من العمر مع إمكانية حدوثه لمن هم دون هذا السن بالطبع. قُدر عمر مومياء المصرى القديم "M1" عند وفاته بنحو 51 إلى 60 ، لذا فهو قد نجى من الموت فى سن صغيرة لكنه كبر فى السن ليواجه الموت بالسرطان. فإذا كانت الفرصة سانحة للإنسان القديم أن يعيش لفترات أطول ، فإن معدل إصابته بمرض السرطان سوف تكون مساوية لقرينه الإنسان الحديث.

إن مرض السرطان قديم قدم الزمان و إكتشاف إصابة مومياء "M1" بسرطان البروستاتا كان بفضل جهاز المسح المقطعى الجديد البالغ الدقة الذى لم يستخدم قبل سنة 2005 ، و هو قادر على كشف أورام بقطر أقل من 1 مليمتر و هذه التقنية لم تكن متوفرة لزيمرمان و من قبله من علماء الأمراض القديمة الذين فاتهم إكتشاف الأورام فى المومياءات و بقايا الديناصورات بالرغم من وجودها تحت أنوفهم مباشرة و فى ذلك ضحض علمى و مباشر للقائل بأن السرطان مرض حديث من صنع البشر.

إجراء المسح المقطعى على المومياءات

__________________
المصادر:

David AR and Zimmerman MR [2010]. Cancer: an old disease, a new disease or something in between? Nat Rev Cancer 10, 728–733

Alnawaz Rehemtulla [2008].Ancient Civilizations: Treatment of Cancer. Neoplasia 10, 957–968

http://news.sciencemag.org/sciencenow/2011/10/mummy-has-oldest-case-of-prostat.html

http://arxiv.org/abs/0704.1912

http://www.newscientist.com/article/dn19591-briefing-cancer-is-not-a-disease-of-the-modern-world.html

http://news.nationalgeographic.com/news/2003/11/1124_031124_dinocancer.html

http://scienceblog.cancerresearchuk.org/2007/09/26/cancer-did-not-cause-dinosaur-extinction/

مالا تعرفه عن "هيدروكسي كلوروكين" المستخدم لعلاج كورونا

ما هو "هيدروكسي كلوروكين"؟ فيما يحارب العالم فيروس كورونا بكل الوسائل الممكنة لمنع تفشيه، أعلنت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب...