الاثنين، 24 ديسمبر 2018
ماذا تعرف عن الأشعة السينية "X-Ray" ؟
ماذا تعرف عن أشعة غاما
إن أشعة جاما هي أحد صور الإشعاع الكهرومغناطيسي، مثلها كمثل موجات الراديو، والأشعة تحت الحمراء، والأشعة فوق البنفسجية وأشعة إكس وكذلك الموجات الميكروية.
من الممكن أن يستخدم إشعاع جاما في علاج السرطان، كما يدرس الفلكيون الانفجارات المطلقة لإشعاع جاما.
الإشعاع الكهرومغناطيسي ينتقل عبر الموجات أو الجسيمات خلال أطوال موجية مختلفة وكذلك ترددات مختلفة، ذلك المدى الواسع من الأطوال الموجية يعرف بالطيف الكهرومغناطيسي، كما يمكن تقسيم ذلك الطيف لسبعة مناطق مختلفة بسبب تناقص الأطوال الموجية وزيادة التردد وكذلك الطاقة، والتسميات الشائعة لتلك المناطق هي موجات الراديو، الموجات الميكروية، الأشعة تحت الحمراء، الضوء المرئي، الأشعة فوق البنفسجية، أشعة إكس، وأخيرا إشعاع جاما.
تقع أشعة جاما في الطيف الكهرومغناطيسي فوق أشعة إكس المعتدلة، إذ تمتلك ترددات أعلى من 1.018 دورة لكل ثانية، أو الهرتز، وأطوال موجية أقل من 100 بيكومتر، حيث إن البيكو متر هو جزء من التريليون جزء من المتر.
تتداخل المناطق الخاصة بأشعة جاما وكذلك أشعة إكس الشديدة في الطيف الكهرومغناطيسي إذ يصعب التفرقة بينهما، ففي بعض المجالات كما هو الحال في الفيزياء الفلكية ترسم خطوط اعتباطية بنفي الطيف عند طول موجي معين يتم تعريفه على إنه تابع لأشعة إكس والأطوال الموجية الأقصر يتم تعريفها على أنها أشعة جاما، كلا إشعاع جاما إشعاع إكس لديه طاقة كافية لإلحاق الضرر بالأنسجة، لكن يعود الفضل للغلاف الجوي للأرض لحجب معظم الأشعة الكونية.
اكتشاف أشعة جاما:
لوحظت أشعة جاما لأول مرة بواسطة الكيميائي الفرنسي “بول فيلارد” في عام 1900، أثناء دراسته الإشعاع الناتج من الراديام، تبعًا لـ”الوكالة الأسترالية للحماية من الإشعاع والسلامة النووية”، بعدها ببضعة أعوام، قام الفيزيائي النيوزيلندي المولد “إرنست رذرفورد” باقتراح اسم “أشعة جاما” الحرف التالي بعد ألفا وبيتا، أسماء تم إعطائها لجسيمات تُخلق أثناء التفاعلات النووية، وهكذا ارتبط بها الاسم.
مصادر أشعة جاما وتأثيراتها:
تنشأ أشعة جاما بشكل أساسي من خلال أربعة أنواع مختلفة للتفاعلات النووية، الاندماج النووي، الانشطار النووي، انحلال ألفا، وكذلك انحلال جاما.
الاندماج النووي، هو العملية التي تمد الشمس بالطاقة وكذلك النجوم، وتحدث في عملية ذات عدة خطوات، حيث تدفع أربعة بروتونات، أو أنوية الهيدروجين، تحت درجة حرارة وضغط مرتفعين جدا لتندمج مع بعضها منتجة نواة الهيليوم، والتي تتكون بدورها من بروتونين ونيوترونين. نواة الهيليوم الناتجة أخف بحوالي 0.7 في المئة من الأربعة بروتونات المشتركة في التفاعل، ذلك الفرق في الكتلة يتحول إلى طاقة تبعًا لمعادلة آينشتاين الشهيرة: E=Mc2.
حوالي ثلثي تلك الطاقة يتم إطلاقها كإشعاع جاما، أما الباقي فتمتلكه النيوترينوات والتي بدورها جسيمات تكاد تكون لا تتفاعل وذات كتلة مقاربة جدًا للصفر في المراحل الموالية في حياة النجم، عندما ينفذ وقود الهيدروجين، وبإمكانها تكوين عناصر أكثر ثقلًا عبر الاندماج النووي، متضمنة باقي العناصر حتى الحديد، لكن تلك التفاعلات تنتج نقصًا في كمية الطاقة في كل مرحلة.
مصدر آخر لأشعة جاما هو عملية الانشطار النووي.
يعرّف معمل لورنس بركلي القومي الاندماج النووي على أنه انشطار الأنوية الثقيلة إلى أجزاء مربعة متساوية تقريبًا، حيث تنتج أنوية أخف في تلك العملية، والتي تتضمن أيضًا تصادمات مع جسيمات أخرى، أنوية ثقيلة كاليورانيوم والبلوتونيوم تنقسم لأنوية أصغر كالزينون والسترونيوم، كما أن الجسيمات الناتجة من تلك التصادمات باستطاعتها التداخل مع أنوية ثقيلة أخرى، منتجة بذلك ما يعرف بالتفاعل المتسلسل، تنتج الطاقة لإن كتل الأنوية الناتجة أقل من كتل الأنوية المشتركة في التفاعل، وذلك الفرق يتحول إلى طاقة ويظهر على هيئة طاقة حركة تمتلكها الأنوية الأصغر، والنيوترينوات وكذلك إشعاع جاما.
مصادر أخرى كانحلال ألفا وانحلال جاما.
يحدث انحلال ألفا عندما تفقد نواة هيليوم-4 مقللة بتلك العملية العدد الذري بـ 2 والعدد الكتلي بـ 4، تلك العملية بإمكانها أن تترك النواة بطاقة فائضة تفقد عن طريق إطلاق أشعة جاما.
انحلال جاما يحدث عندما تمتلك النواة طاقة فائضة، فتخرجها عن طريق إشعاع جاما دون إحداث أي تغييرات لشحنة أو كتلة النواة.
العلاج بواسطة إشعاع جاما:
تستخدم أشعة جاما أحيانًا في علاج الأورام السرطانية حيث تقوم بتدمير الـ DNA الخاص بالخلايا السرطانية، ومع ذلك، يجب أن تتم بعناية شديدة، إذ من الممكن لأشعة جاما تدمير الـ DNA الخاص بالخلايا السليمة المحيطة.
إحدى طرق زيادة الجرعة للخلايا السرطانية وتقليلها للأنسجة السليمة، هي التوجيه المباشر لأشعة جاما من معجل خطي للمنطقة المصابة عبر عدة اتجاهات، تلك هي الفكرة الأساسية وراء ما يعرف بالسكين الإليكتروني والعلاج بواسطة سكين جاما.
جراحات سكين جاما تتم بواسطة معدات متخصصة لتركيز ما يقارب 200 قذيفة إشعاعية على الورم أو على الهدف في الدماغ، ولكل قذيفة تأثير متناهِ الصغر على أنسجة الدماغ التي تعبر خلالها، لكنها تكوّن جرعة قوية من الإشعاع عند نقطة تلاقيهم.
فلك إشعاع جاما:
واحدة من أكثر مصادر إشعاع جاما المثير للاهتمام هي انفجارات إشعاع جاما، وهي أحداث فائقة الطاقة تحدث خلال مدة تتراوح بين بضعة أجزاء من الثانية إلى بضع دقائق، ولوحظت لأول مرة في ستينيات القرن الماضي. أما الأن فهي تلاحظ في مكان ما في السماء حوالي مرة في اليوم.
انفجارات أشعة جاما هي “أكثر صور الضوء طاقة” تبعًا لناسا، إذ تكون ذات بريق أعلى بمئات المرات من المستعرات العظمى المعتادة، فهي بمثابة مليون تريليون شمس.
وحسبما قال روبرت بيترسون، أستاذ علوم الفلك بجامعة ولاية ميزوري، انفجارات إشعاع جاما كان يعتقد أنها آخر مراحل تبخر الثقوب السوداء، أما الآن فيعتقد أنها تتكون من خلال تصادمات عدة أجسام كالنجوم النيوترونية.
نظريات أخرى ترجح تصادم نجوم فائقة الكتلة لتكوين الثقوب السوداء.
في كلتا الحالتين، انفجارات إشعاع جاما تنتج كمًّا من الطاقة خلال بضع ثوان كافيًا لإضاءة المجرة بأكملها، لكن بسبب الغلاف الجوي للأرض يُحجب معظم إشعاع جاما، فإنها ترى فقط عبر البالونات المرتفعة عاليًا والتليسكوبات المدارية.
المصدر : أنا أصدق العلم.
الأربعاء، 19 ديسمبر 2018
ماذا تعرف عن الكامرات المزودة بالذكاء الإصطناعي ؟
أصبح الذكاء الاصطناعيّ منتشرًا لدرجة أنّه من النادر اليوم إيجاد هاتف ذكي من دون بعض الذكاء .الاصطناعيّ
تعتبر«كاميرا الذكاء الاصطناعيّ» العبارة الجديدة المثيرة التي يسمعها الجمهور باستمرار أثناء إطلاق الهواتف الذكية الجديدة وبالأخص متوسطة وعالية التقنية منها. لهذا السبب فقط، من الجدير معرفة ما هي بالضبط كاميرا الذكاء الاصطناعيّ؟ وكيف تفيدنا في عدّة جوانب حياتية، حتى في تطبيق القانون (الشرطة)؟
الذكاء الاصطناعيّ في الكاميرات:
الذكاء الاصطناعيّ هو فرعٌ من مجال علوم الحاسوب الذي يهتم بتدريب الحواسيب وتعليمها على التفكير،التعلُّم والقيام بالمهمات كالبشر. بدلًا من أن يبرمج لعمل مهمةٍ ما ببساطة، تزوّد الإلكترونيات ذات الطاقة العالية بميّزة الذكاء الاصطناعيّ التي لا توجهها لفعل عملٍ ما فقط، ولكن تبرمجها لتتعلم ولتتكيف مع سلوك المستخدم وأنماطه.
تستخدم كاميرات الذكاء الاصطناعيّ ببساطةٍ برامج الذكاء الاصطناعيّ؛ لتتعامل بحكمةٍ مع الصور والفيديوهات. يكون عادةً التصوير المحوسب في لبِّ الكاميرا المزوّدة بالذكاء الاصطناعيّ. يُقسَم مجال الذكاء الاصطناعيّ عامّةً إلى تقنيات فرعية تحاول محاكاة ما يفعله الإنسان، مثل التعرُّف على الصوت، تحويل الصوت إلى نص، التعرُّف على الوجوه أو الصور، البصر المحوسب، وتعلُّم الآلة.
يبدو كل هذا جيدًا، ولكن ما هو الشيء المهم بكاميرات الذكاء الاصطناعيّ؟ حسنًا، تساعد هذه الكاميرات المطّورة على توفير الوقت عن طريق معالجة الصور وتحسينها كما هو مطلوب تزامنيًا وبالوقت الحقيقي، والذي قد يستغرق ساعاتٍ من العمل على برامج تعديل الصور التجارية مثل:Photoshop” ” و “Lighthouse”.
والآن دعونا ننظر إلى أهمِّ ميّزات كاميرات الذكاء الاصطناعيّ:
التعرُّف على الوجوه:
إن كنت مالكًا لجهاز iPhone X””، فأنت على الأغلب تستخدم ميّزة فكّ القفل عن طريق الوجه. تعتبر ميّزة فكّ القفل برنامج ذكاءٍ اصطناعيّ. وبعيدًا عن أجهزة الـ ” iphone”باهظة الثمن، وتأتي هواتف ال”Android” الذكية الأرخص ثمناً مع ميّزة فكّ القفل بالتعرُّف على الوجه. تحلل هذه الميّزة وجه المستخدم وتتذكرها، وتتعلّم أيضًا التغيُّرات في الوجه، فإن حلقت لحيتك الطويلة أو اتخذت لنفسك مظهرًا جديدًا كأصلعٍ خلال الصيف بعد سنين من الشعر المجعَّد، سوف يستطيع البرنامج التعرُّف عليك وفكّ قفل جهازك إن كنت فعلًا مستخدمه. تتعلّم الكاميرا هذه التغيُّرات كي لا يصبح وجهك غير مألوفٍ.
بالواقع، تنتشر ميّزة التعرُّف بالوجوه بشكلٍ سريعٍ وستصبح الأكثر استخدامًا للتطبيقات البيومترية (القياسات الحيوية)، ويساعدها في ذلك مستشعرات عمقٍ. وقد لاقى مستوى الأمان المتاح من قِبَل هذه التكنولوجيا التطّلعات حتى في التطبيقات ذات إجراءات الأمن العالية مثل المصارف.
أدّى تطوير بيئات تشغيل محميّة إلى ثقةٍ متزايدةٍ في هذه التكنولوجيا على المستوى الفرديّ، ونقصد بذلك أنّ الناس سُعداء بتقبُّل هذه التقنية في هواتفهم الذكية، هذا دون ذكر الشركات العديدة التي تُطبِّق هذه التقنية في مجالات أخرى، بما فيها السيارات، والمنازل وتطبيقات المراقبة الأمنية.
محاكاة وظائف الأجهزة باستخدام ذكاء صنعي متطوّر:
لا نحاول الترويج لجهاز”Pixel”، ولكن يقال عن جهاز “Google Pixel 3” أنّه يحتوي على واحدةٍ من أفضل الكاميرات في السوق. وما يدعو للدهشة وجود كاميرا فردية العدسة وليست مزدوجة العدسات!، والتي أصبحت أمرًا عاديًا بين أفضل الهواتف.
ولكن بالرغم من ذلك، تظلُّ هذه الكاميرا من أفضل الكاميرات، فمن أين تأتي قوة هذه الكاميرا؟
لا توجد أيّة جوائز لمن يخمِّن، إنّها بسبب تقنية الذكاء الاصطناعيّ الموجودة داخل الهاتف!، تمتلك Google كمًّا هائلًا من البيانات التي تراكمت على مدى السنين، ويعتمد الذكاء الاصطناعيّ جزئيًا على كمية البيانات الموجودة. تسبق “Google” منافسيها بأميالٍ عدّة، وذلك بسبب الكمّ الهائل من البيانات القادمة من مستخدمي خدماتها، وتساعد هذه البيانات عملاق التكنولوجيا على تطوير خوارزميات حوسبية دقيقة تعطي الكاميرا القوة الخارقة التي لا تمتلكها الهواتف الأخرى إلا عند إضافة جهاز آخر – عدسة أخرى في هذا المثال.
تعتبر ميّزة “Top Shot” المقدّمة من “Google” ميّزة أخرى مفيدة للذكاء الاصطناعيّ. لِنَقُل أنّك أردت التقاط صورة جماعية، ولكن يقوم أحد الأشخاص بومض عينيه. في الصور الجماعية، يوجد دائمًا شخص ما يفعل شيئًا يجعل الصورة أقلّ مثالية. ربما يتحرك أحد الأشخاص، يحرف عينيه نحو الشمس، أو تظهر قطعة غير مرغوبة من الزغب في الصورة. هنا، تُصلِّح ميّزة “Top Shot AI” من شركة “Google” الصورة بأخذ فيديو لمدة ثلاث ثوانٍ، والذي يلتقط كل اللحظات قبل وبعد اتخاذ الصورة. وعندما تقوم بالتقاط الصورة، يحلل برنامج الكاميرا اللحظات التي سبقت والتي ألحقت اتخاذ اللقطة، وسوف تقترح عليك صورة أفضل كي لا تكون مقيّدًا بعدة صورٍ غير مثالية.
المراقبة الأمنيّة المزوّدة بالذكاء الاصطناعيّ لكشف المسدسات:
تحدثت عن الكاميرات المزوّدة بالذكاء الاصطناعيّ في الهواتف الذكية كثيرًا، ولكن تستفيد كاميرات المراقبة من الذكاء الاصطناعيّ أيضًا.
بالواقع، طوّرت شركة تدعى “Athena Security” ذكاءً اصطناعيًّا للكاميرات لتستطيع كشف المسدسات وتبليغ السلطات العليا. تشهد الولايات المتحدة أحداث إطلاق نارٍ بشكلٍ متزايد، ما يجعل هذه التقنية مهمة جدًا. لحد الآن في عام 2018، تمت200 عملية إطلاق نارٍ عبر الولايات المتحدة، فيستطيع الذكاء الاصطناعيّ مساعدة الشرطة للقبض على المسلح قبل بدئه في عملية الإطلاق.
يستطيع الذكاء الاصطناعيّ المطوّر من قبل شركة “Athena” التعرُّف على مجموعة كبيرة من المسدسات والبنادق والأسلحة الميتة الأخرى، التي يستطيع الأشرار حملها بشكلٍ سريٍّ واستخدامها لاحقًا لإيذاء الآخرين.
عندما تعثر هذه الكاميرا على مسدس في محيطها تقوم بإرسال بلاغٍ لصاحب العمل أو إلى أقرب مركز شرطة. وبما أنّ هذا النظام مبنيّ على الحوسبة السحابية، تُرسِل لقاعدة البيانات أيضًا بثًا مباشرًا من الفيديو للحادثة. ويمكن مراقبة الفيديو عن طريق تطبيق، ما يجعل مكافحة الجريمة أمرًا يُنقل. ويستطيع المستخدم ربط هذه الكاميرا ذات الصنع الذكي بأنظمة أمنيّة أخرى، مثل الأبواب والمصاعد. على سبيل المثال، إن حاول مسلحٌ الدخول إلى أيِّ مكانٍ محظور فيه المسدسات، يُقفَل الباب الرئيسي تلقائيًا، وطُبِّق هذا النظام الأمنيّ في مدرسة “Archbishop Wood” الثانوية في مدينة وارمنيستر، ولاية بنسلفانيا. وتعتقد الشركة أنّ هذا النظام دقيق وفعّال بنسبة 99%.
وللتلخيص، يغيّر الذكاء الاصطناعيّ طريقة عمل الكاميرا. سواء عن طريق التعرُّف على المستخدم المسموح لجهازٍ ما، أو عن طريق التقاط صورٍ شخصية واضحة، أو الكشف عن نيّة شخصٍ مسلح قبل قيامه بأيِّ عملٍ مؤذٍ.
تستطيع الكاميرات المدعّمة بالذكاء الاصطناعيّ خدمة عدّة أهداف دون الحاجة لإضافة أجهزة وعناصر جديدة.
المصدر : أنا أصدق العلم
علماء الأحياء الأكثر تأثيرا في تاريخ البشرية !
قد يكون العلماء أكثر الناس تأثيرًا في العالم اليوم. فهم ليسوا مسؤولين فقط عن التطورات العمليّة العظيمة في الطبّ والتكنولوجيا، ولكنهم أيضًا يقدّمون لنا فهمًا عميقًا عن ماهيّة العالم وكيف يعمل. ليس هناك مثيل لدورهم في تشكيل النظرة العالميّة لثقافتنا.
وهذه قائمة بالعلماء الذين نعتبرهم الأكثر تأثيرًا على عالمنا:
1- (تيم بيرنرز لي – Tim Berners-Lee) :
هو مهندسٌ وعالم حاسوب إنجليزيّ، الذي اخترع الشبكة العنكبوتيّة العالميّة والتي تُعرف بالويب، حيث كان أوّل من ينجح في تنفيذ بروتوكولات النقل التي يعتمد عليها الويب.
2. (نعوم تشومسكي – Noam Chomsky):
على الرغم من كونه لغويًّا وفيلسوفًا، فإنّه قام بشكلٍ أساسيّ بإعادة تشكيل مجال علم النفس، بواسطة التخلي عن المدرسة السلوكيّة من خلال أفكاره حول فطرة اللغة.
3. (ريتشارد دوكنز – Richard Dawkins):
الذي شكّل الطريقة التي نفهم بها أنفسنا في أكثر المستويات الأساسيّة من خلال البيولوجيا التطوريّة.
4. (برسي دياكونيس – Persi Diaconis):
الذي أعاد تكوين فهمنا للعشوائيّة بشكلٍ جذريّ، عن طريق دمج النظريّة الرياضيّة للمجموعات مع الإحصائيّات.
5. (جين غودال – Jane Goodall):
قضت 45 عامًا من عمرها في دراسة التفاعلات الاجتماعيّة والأسريّة للشمبانزي في الحياة البريّة، ومنحتنا التركيز في فهم أقرب أقربائنا في المملكة الحيوانيّة.
6. (آلان جوث – Alan Guth):
الذي أحدثت فكرته -عن علم التضخّم الكونيّ- ثورةً في فهمنا للانفجار الكبير والبنية الكونيّة واسعة النطاق.
7. (دونالد كانوث – Donald Knuth):
ساهمت أعماله على نظريّة الخوارزميّة في إعادة هيكلة علوم الحاسوب.
8. (لين مارغوليس – Lynn Margulis):
التي ساهمت أفكارها حول التكاثر في دعم الطرق التقليديّة لفهم التطور البيولوجيّ بشكلٍ كبير.
9- (جوردن مور – Gordon Moore):
قام -بكونه مؤسس شركة إنتل- بدمج التجارة والعلوم، ما أدى إلى إحداث ثورةٍ في تكنولوجيا المعلومات (سميّ “قانون مور” نسبة له).
10- (روجر بنروز – Roger Penrose):
الذي شقّ أُسسًا جديدةً في الفيزياء الأساسيّة، بالإضافة لارتباطها بالوعيّ البشريّ.
11. (ألان سانداج – Allan Sandage):
الذي واصل أعمال الأسطورة إدوين هابل ليصبح أعظم عالم فلكٍ حيّ في العالم.
12. (فريدريك سانغر – Frederick Sanger):
كشف بحثه عن بنية البروتينات لأول مرة، وهو العمل الذي حصل بفضله على أوّل جائزةٍ من أصل جائزتَي نوبل في الكيمياء.
13. (تشارلز تاونز – Charles Townes):
مُبتكر الليزر، المُستخدَم الآن في مجالات التكنولوجيا والحياة الاعتياديّة.
14- (كريج فنتر – Craig Venter):
الذي يتحدّى فهمنا للحياة بشكلٍ أساسيّ من خلال إكمال مشروع الجينوم البشريّ، واستمرار العمل في الجينومات الاصطناعيّة، والخلايا المركّبة صناعيًا.
15. (جيمس واطسون – James Watson):
وهو معلّم القرن العشرين الذي شارك في إحداث ثورةٍ في علم الأحياء من خلال اكتشاف بنية الحمض النوويّ (DNA) مع (فرانسيس كريك – Francis Crick).
16. (ستيفن واينبرغ – Steven Weinberg):
ساهم عمله على توحيد القوى الفيزيائيّة، بالإضافة إلى كتبه الشعبيّة الاستثنائيّة المكتوبة عن العلوم بجعله مفكرًا عامًا رئيسيًا في تفسير العلوم إلى الثقافة الأوسع.
17- (أندرو وايلز – Andrew Wiles):
قام بحلّ “مبرهنة فيرما الأخيرة” والتي تبلغ من العمر 300 عامًا، أثبت بشكلٍ حاسمٍ أنّ المشاكل التي تبدو غير قابلةٍ للحلّ قد تخضع للحلّ في النهاية من خلال الفطنة الإبداعيّة.
18- (إدوارد أوسبورن ويلسون – Edward O. Wilson):
أدّى عمله في علم الاجتماع إلى حثّ التفكير التطوريّ نحو الأخلاق وعلم النفس.
19- (إدوارد ويتن – Edward Witten):
ساهم عمله على الأسس الرياضيّة لنظريّة الأوتار في جعلها نظريّة كلّ شيء.
المصدر : أنا أصدق العلم.
الاثنين، 17 ديسمبر 2018
مشاهدة التلفاز وهاتفك الذكي بيدك..العلماء يحذروننا من ذلك !
كم مرة جلست لمتابعة التلفاز أو مشاهد فيلم ما، وحوّلت انتباهك فجأة إلى هاتفك الذكي أو جهازك اللوحي؟ تشيع ظاهرة استخدام أكثر من شاشة ذكية في الوقت نفسه ، والتي تُعرف باسم «تعدد المهام الوسائطية» على نطاق واسع، إذ اعتاد ملايين الناس حول العالم استخدام جهاز ثانٍ في أثناء مشاهدتهم التلفاز.
وبينما قد يفترض البعض أن تحويل الانتباه بين مصادر تدفق المعلومات المختلفة ربما يكون تدريباً مفيداً للدماغ على تحسين أداء الذاكرة والانتباه، إلا أن دراسات متعددة توصلت إلى عكس ذلك تماماً.
ظاهرة استخدام أكثر من شاشة ذكية في الوقت نفسه
تعدد المهام الوسائطية هو تفاعل الأشخاص مع أكثر من جهاز ذكي، أو التعامل مع أكثر من محتوى في آن واحد.
ربما يحدث ذلك عند استخدام هاتفك الذكي في أثناء مشاهدة التلفاز، أو حتى عند استماعك الموسيقى وكتابة الرسائل النصية في أثناء ممارسة ألعاب الفيديو.
وبحسب موقع Science Alert الأميركي، راجعت دراسة حديثة عدداً من الأبحاث الجارية المتعلقة بتعدد المهام الوسائطية (والتي تتألف من 22 بحثاً خضعت لاستعراض النظراء)، ووجدت أن التبليغ الذاتي عن «تعدد المهام الوسائطية الكثيف» كان له أثر بالغ السوء في أداء اختبارات الانتباه والذاكرة النشطة، بل إن أدمغ بعضهم شهدت اختلافات هيكلية.
اكتشفت الدراسة أن من يمارسون تعدد المهام الوسائطية «بكثافة» حققوا أداءً أسوأ بنسبة تتراوح بين 8% و10% في اختبارات الانتباه المستمر، مقارنةً بمن يمارسون تعدد المهام الوسائطية «بشكلٍ خفيف».
تضمنت هذه الاختبارات أن يركز مجموعة من المشاركين على مهمة محددة (مثل التدقيق على حرف معين وسط سيلٍ من الحروف الأخرى) مدة 20 دقيقة أو أكثر.
قصور في القدرة على الانتباه
اكتشف الباحثون في هذه الاختبارات وغيرها قصوراً في القدرة على الانتباه المستمر لدى من يمارسون تعدد المهام الوسائطية بكثافة.
وقد تفسر هذه النتائج كون بعض الأشخاص يمارسون تعدد المهام الوسائطية بكثافة أكبر من غيرهم.
إذا وُجد شخص ما يعاني قصوراً في فترات الانتباه، فمن المرجح أن يكون هذا الشخص ممن يتنقلون بين الأنشطة بسرعة، بدلاً من التركيز في نشاط واحد فقط.
ووُجد أن أداء من يمارسون تعدد المهام الوسائطية بكثافة في اختبارات الذاكرة النشطة يكون أسوأ ممن يمارسون تعدد المهام الوسائطية بدرجة أقل.
وتتضمن هذه الاختبارات حفظ وتذكُّر المعلومات (مثل أرقام الهواتف) في أثناء أداء مهام أخرى (مثل البحث عن قلم وورقة لتدوين هذه الأرقام).
ترتبط الذاكرة النشطة المركبة ارتباطاً وثيقاً بالقدرة على التركيز، وتجاهل الملهيات.
وأظهرت فحوصات الأشعة على أدمغة المشاركين في الدراسة، أن حجم منطقةٍ في الدماغ تُعرف باسم القشرة الحزامية الأمامية، يكون أصغر لدى من يمارسون تعدد المهام الوسائطية بكثافة، وتشارك هذه المنطقة من الدماغ في التحكم بالانتباه، وربما يؤدي صغر حجمها إلى أداء أسوأ وانتباه أقل.
قد يكون السبب مستوى الذكاء العام
ولكن على الرغم من تأكيد الباحثين أن أصحاب المهام المتعددة الكثيفة يعانون ذاكرة أضعف وانتباهاً أقل، فإنهم ما زالوا غير متأكدين بعدُ من تداعيات تعدد المهام الوسائطية الكثيف.
هل يعاني من يمارسون تعدد المهام الوسائطية بكثافة قصوراً في الانتباه بسبب تعدد المهام؟ أم أنهم يؤدون مهام متعددة لأنهم ضعيفو الانتباه؟
ربما يكون ذلك أيضاً نتيجة لمستوى الذكاء العام، أو الشخصية، أو شيء آخر تماماً يسبب نقص الانتباه وزيادة سلوكيات تعدد المهام الوسائطي.
لكن النتائج ليست كلها سيئة بالنسبة لمن يمارسون تعدد المهام الوسائطية بكثافة، إذ إن لهذه العلة -وهو أمر غريب- بعض الفوائد.
تشير الأبحاث إلى أن من يمارسون تعدد المهام الوسائطية بدرجة خفيفة، يكونون أكثر عرضة لعدم الانتباه إلى المعلومات المفيدة المرتبطة بالمهمة التي يؤدونها.
على سبيل المثال، قد يقرأ شخص ما بينما المذياع مُدار بجانبه. وعند إذاعة أخبار عاجلة هامة، يميل من يمارسون تعدد المهام الوسائطية بكثافة إلى الانتباه لها أكثر من نظرائهم.
إذن، هل ينبغي لك تجنُّب تعدد المهام الوسائطية؟ استناداً إلى الدراسات الحالية، فالإجابة -على الأرجح- هي: نعم.
إذ عادةً ما تسبب المهام المتعددة قصوراً في الأداء عند القيام بعملين في آن واحد، كما يحمل الدماغ أعباءً أثقل مقارنة بعمل شيء واحد.
يرجع ذلك إلى أن العقل البشري يعاني «ضيق الانتباه» بطبيعته، أي إنه يسمح بالقيام بعمليات محددة واحدة تلو الأخرى.
لكن، إن كنت تتساءل عما إذا كان تعدد المهام الوسائطية قد يُضعف قدراتك على الانتباه، فالإجابة -على الأرجح- لا. نحن لا نعرف حتى الآن ما إن كان تعدد المهام الوسائطية الكثيف سبباً بالفعل في ضعف الأداء في الاختبارات أم لا.
كما أن التأثيرات التي تم التوصل إليها في البيئات المختبرية التي يمكن التحكم فيها صغيرة بشكل عام، وعلى الأرجح تكاد لا تُذكر في الحياة اليومية الطبيعية.
المصدر : The Post
ما هو الارتفاع الأقصى الذي ستصل إليه الرصاصة إذا أطلقتها في الهواء ؟
في ليلة رأس سنة 2017، خرج النائب الديمقراطي عن ولاية تكساس أرماندو مارتينيز من أحد المنازل، وإذ به يشعر فجأةً وكأنّه ضُرِب بمطرقة ثقيلة.
نُقِل بعدها إلى المستشفى، فاتّضح أنّ رصاصة طائشة، أطلقها محتفلون بالسنة الجديدة، سقطت على رأسه واخترقت الجزء العلوي من جمجمته مستقرّةً في الطبقة العليا من دماغه، ما تطلّب عمليةً جراحية لإزالتها، وفقًا لشبكة CNN الإخبارية.
وأصبح مارتينيز، الذي تعافى من إصابته، ضحيةً أخرى للرصاص الطائش الذي يُطلَق أثناء الاحتفالات، حيث يطلق المحتفلون الرصاص في الهواء الذي يسقط حتمًا على الأرض، ويصيب الناس في بعض الأحيان.
لا توجد إحصاءات جيّدة حول عدد مرّات حدوث ذلك في الولايات المتحدة، ولكن هناك تقارير إخبارية كثيرة عن الوفيات جراء رصاص الابتهاج الطائش على مرّ السنين.
ففي مقال نشرته مجلة The Trace عام 2015، كُشِف اللثام عن حادثتين قُتل طفل جراء الرصاص الطائش في كلٍّ منها.
وقد نشرت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها دراسةً عام 2004 بيّنت أنّه في ليلة رأس سنة 2004 وأوّل أيام تلك السنة، تسبّب الرصاص الاحتفالي الطائش بإصابة 19 شخصًا وموت شخصٍ واحدٍ في الولايات المتّحدة.
أُصيب 36% من الضحايا في الرأس، 26% في الأرجل و16% في الكتفين. أمّا مقالة ميامي هيرالد لعام 2017، فتشير إلى أنّ أكثر من 20 شخصًا قُتلوا في العراق عام 2003 جراء إطلاق الرصاص الاحتفالي لأسباب سياسية.
ما هو الارتفاع الأقصى الذي يمكن أن تصله الرصاصة؟
وبغضّ النظر عن السؤال المحيّر حول السبب الذي يجعل بعض الناس يقومون بمثل هذه الممارسة الطائشة، التي تسبّب الوفيات في بعض الأحيان، قد تتساءل أيضًا، ما الذي يحدث في الواقع للرصاصة التي تُطلَق مباشرة نحو الأعلى؟ إلى أيّ ارتفاع تصل؟ ما الذي يجعلها تسقط على الأرض؟ ومتى وأين تنزل؟
هذه ليست بالضرورة أسئلة بسيطة للإجابة عليها.
قضى الباحثون المختصّون الكثير من الوقت في دراسة أداء الرصاص الذي يُطلَق أفقيًّا، لأنّ هذه المعلومات مفيدة لتحسين دقّة ونطاق الرماة.
ولكن عندما يتعلّق الأمر بإطلاق النار مباشرة في الهواء، فليس هناك الكثير من البيانات، لأنّ الجنود ورجال الشرطة لا يستسيغون ذلك ولا يحتاجونه، حتى الصيّادون وهواة الرماية لا يفعلون ذلك أيضًا.
الجنرال جوليان هاتشر كان لديه الفضول والوقت الكافيين للبحث في هذا المجال، فقام بعدّة تجارب في فلوريدا أطلق خلالها الرصاص عموديًّا من أسلحة مختلفة – تتراوح من البنادق إلى المدافع الرشّاشة – وحاول قياس الوقت الذي استغرقته الرصاصة للعودة الى الأرض في كلّ مرّة، وأيضًا المكان الذي سقطت فيه.
ودوّن في كتابه «مفكرة هاتشر» عام 1947 أنّ رصاصةً من عيار 30 اذا أُطلِقت من بندقية موجّهة بشكلٍ مستقيم نحو الأعلى ستصل إلى ارتفاع 9000 قدم (2743.2 مترًا) خلال 18 ثانية، ثمّ تعود إلى الأرض في غضون 31 ثانية أخرى، وخلال آخر بضعة آلاف قدم في مرحلة الهبوط ستحقّق سرعةً «ثابتة تقريبًا» تبلغ 300 قدم (91.4 مترًا) في الثانية.
ولكنّ الباحث المختصّ جيمس ووكر، الذي يحمل درجة الدكتوراه في الرياضيات وهو مدير قسم الهندسة الديناميكية Engineering dynamics في معهد ساوث ويست للأبحاث Southwest Research Institute في سان أنطونيو، يقول إنّ الارتفاع الذي تصل إليه رصاصة أُطلِقت بشكل مستقيم نحو الأعلى عتمد على نوع السلاح والذخيرة ووزن الرصاصة.
المسدّس، مثلًا، لا يمكن أن يبعث برصاصته إلى الارتفاع الذي تصله رصاصات الأسلحة الرشّاشة.
عندما تُطلَق أفقيًّا، وبمجرّد تركها لفوهة السلاح الذي أطلقها، تبدأ الرصاصة بالتباطؤ بسبب مقاومة الهواء وقوّة الجاذبية، ويمكن أن تنخفض سرعة رصاصة بندقية إلى نصف سرعتها الأولية عندما تصل إلى ارتفاع 500 متر، كما يقول ووكر.
لتقدير الارتفاع الأقصى للرصاصة، يُشير ووكر إلى رسم بياني من موقع (Closefocusresearch)، وهو عبارة عن شركة لاختبار المقذوفات ballistics، وتبيّن أنّ مسدس ACP عيار 25 قد يصل برصاصته إلى ارتفاع أقصى يبلغ 287.2 قدمًا (697 مترًا)، بينما سترتفع رصاصة بندقية 30-06 Rifle الى أكثر من 10.105 أقدام (3.080 مترًا).
ولكن الرصاصة ستسقط على الأرض بعد ذلك
ولكن مهما يكن مدى الارتفاع الذي ستصله الرصاصة في الهواء، فهي ستسقط حتمًا على الأرض.
ولا بدّ من ملاحظة أمرين مهمَّين في هذه المرحلة:
أولًا: لا يُعَدّ الارتفاع الأقصى مهمًّا لحساب السرعة النهائية للرصاصة عندما تسقط على الأرض، إذ أنّ الرصاصة ستصل إلى سرعة نهائية ثابتة تستند أساسًا إلى شكلها وكثافتها لا ارتفاعها الأقصى.
ثانيًا: من غير المرجّح أن تسقط الرصاصة في نفس موضع إطلاقها حتى لو كان هذا الإطلاق عموديًّا نحو الأعلى، لأنّ الرياح قد تغيّر مسارها، كما يقول ووكر.
وهذا يجعل من الصعب التنبّؤ بالمكان الذي ستصل إليه الرصاصة.
السبت، 15 ديسمبر 2018
الجزائر.. مهد البشرية الثاني..الإكتشاف الذي سيغير دارسة التاريخ !
الطريق نحو مهد البشرية الثاني يمر عبر طرق وعرة، ولكن المكان يستحق تحمل المشقة، فهذه البقعة النائية قد تكون أحد المواطن التي نشأت فيها البشرية قبل أكثر من مليونَي سنة، وفقاً للباحثين الجزائريين.
عليك أن تقطع 350 كيلومتراً من الجزائر العاصمة؛ لتصل إلى الموقع الذي «قد يثبت وجود أصول متعددة لبداية البشرية تشمل شمال إفريقيا وشرقها معاً»، حسبما يقول العالم الجزائري محمد سحنوني صاحب الاكتشاف.
ففي هذه المنطقة اكتشف علماء جزائريون وغربيون حفريات قد تغير تعريف مهد البشرية بعد أن كان يعتقد أنه في شرق إفريقيا، لكن هذا الاكتشاف يرجح أن القارة الإفريقية برمتها هي «مهد البشرية»، حسب وصف صحيفة independentالبريطانية.
عبر تضاريس الجزائر المتنوعة، من جبال، وسهول وهضاب،في اتجاه الشرق للوصول إلى المنطقة القريبة لمدينة العلمة التي تُخفي في باطنها حفريات، يقول الباحثون الجزائريون إنها قد تغير نظرتنا للتاريخ، ويسمونها مهد البشرية الثاني.
احتاج الأمر للتخلي عن الطريق الرئيسي الذي يربط شرق وغرب البلاد، والذي يعد أكبر مشروع في الجزائر بعد الاستقلال، لبلوغ الموطن الذي عاش فيه الإنسان قبل مليونين وأربعمائة ألف سنة .
ويشير الاكتشاف إلى احتمالين أما إن الإنسان الأول انتقل إلى هذه المنطقة من شرق إفريقيا أو أنه تطور بشكل مستقل في هذه المنطقة.
القلتة الزرقاء بلدة صغيرة باتت حديث الجزائريين
اسم البلدة التي اكتشفت فيها الحفريات يعبّر عن طبيعتها الجغرافية.
فاسمها القلتة الزرقاء، والقلتة بالعامية الجزائرية تعني «الحوض أو المجمع المائي»، أما الزرقة في الاسم فتشير إلى صفاء الماء وجودته في البلدة.
خلال الرحلة، سألنا مراد بائع البرتقال، عن مكان بلدية القلتة الزرقاء.
فردَّ سريعاً: «تريدون زيارة البلدية أم الآثار؟».
توحي إجابته بأن الاكتشافات بالبلدة تعني الكثير حتى لسكانها البسطاء.
وهذا الأمر ليس جديداً ولم يبدأ مع الاكتشافات الأخيرة.
إذ يدرس طلاب المدارس في الجزائر أنه في منطقة عين لحنش التابعة لبلدية القلتة الزرقاء، عاش أول إنسان بشمال إفريقيا.
وهي معلومة أكدها الباحث في التاريخ بلال بارة، الذي قال إن «الحقائق تؤكد أن الوجود الأول للحياة البشرية بالجزائر وشمال إفريقيا كان في هذه المنطقة».
منظر عام لمنطقة الحفريات في الجزائر
وهنا كان يعيش «الماموث» أيضاً وليس البشر وحدهم
عندما خرجنا عن الطريق الرئيسي، صادفنا أعمالاً تقوم بها شركة تركية، والتي شطرت إحدى الهضاب إلى نصفين.
في هذا المكان تم اكتشاف هيكل عظمي ضخم يعود لفيل ذي أنياب وكان يغطيه الصوف (الماموث).
ويقول عبد الرزاق العامل الجزائري بالشركة، إن اكتشاف الهيكل العظمي كان في أغسطس/آب 2018.
ويضيف قائلاً إن «الشركة التركية فور اكتشافها هذا الهيكل العظمي الضخم، أوقفت العمل تنفيذاً للقوانين الجزائرية، وأعلمت الجهات المعنية بالأمر، والتي تدخلت من خلال مديرية الثقافة لولاية سطيف، ونقلت عينة من الماموث للتحليل في مختبر بالجزائر العاصمة».
البروفيسور محمد سحنوني، قال إن «اكتشاف هذا الماموث الذي يعود لثلاثة ملايين عام كان ممهداً لاكتشافات جديدة بالمنطقة».
فهذه المنطقة «كانت عبارة عن غابات وأحراش كثيفة، تتخللها وديان ومجارٍ مائية، تشبه إلى حد كبير منطقة القرن الإفريقي شرق القارة السمراء»، حسب سحنوني.
وقال: «إنه تجرى مزيد من الاختبارات على أنياب هذا الفيل لتحديد عمره بدقة».
دليلنا إلى حفريات ما قبل التاريخ.. راعي أغنام ثمانيني
تركنا موقع الشركة التركية، ومكان حياة الماموث، وتوجهنا نحو منطقتي عقبة بوشريط وعين لحنش اللتين احتوتا على آخر اكتشاف بالمنطقة والذي يقول الباحثون الجزائريون إنه أفضى إلى حقائق مثيرة عن مهد البشرية الثاني، كما يصفه الجزائريون.
صادفنا أمام مسجد القرية، وأطفال يلعبون الكرة، فأوقفنا السيارة لنسأل عن مكان الحفريات.
وقبل تلفظنا بكلمة سألنا أحد الأطفال: «جئتم من أجل الآثار التي ظهرت في التلفزيون؟».
ففي هذه المنطقة النائية التي يسميها الجزائريون مهد البشرية الثاني، الكل أصبح مهتماً بحضارة إنسان ما قبل التاريخ.
ودلّنا هؤلاء الصبية على موقع منطقة «عين لحنش».
والحنش بالعامية الجزائرية تعني الثعبان، والموقع عبارة عن منبع طبيعي عذب، مطل على أراضي خصبة وروابي غناء.
ومن حسن الحظ أن الشتاء لم يكشر عن أنيابه بعد كعادته، فاستقبلنا البساط الأخضر بكل وُد.
وعلى رابية مقابلة للنبع، التقينا بمحمد ثابت ذو الثمانين عاماَ، وهو يرعى أغنامه ويتنسم الهواء القادم من أعالي جبال البابور أقصى الشمال
هذا الراعي العجوز يعرف الكثير عن خبايا الحفريات بالمنطقة التي بدأت منذ فترة الاستعمار الفرنسي في خمسينيات القرن الماضي.
حتى إنه التقى بعدد من الباحثين منهم اثنان من أشهر المنقبّين في العالم، اللذين أعطيا أهمية لمنطقة عين لحنش وهما الباحثان الفرنسيين رامبور وكامبس .
أخبرنا ثابت بمكان استخراج هيكل عظمي لامرأة من قبل الباحث والمنقّب الجزائري محمد سحنوني قبل ثلاث سنوات.
المكان يضم أحجاراً قديمة، ومكان القبر يعج بقواقع الحلزون الجبلية.
كما دلّنا الراعي كذلك على ثلاثة أماكن، لحفريات قام بها البروفيسور محمد سحنوني، برفقة علماء من إسبانيا، وفرنسا وأستراليا، وهي الحفريات التي أكدت وجود الحياة البشرية بالمنطقة قبل 2.4 مليون سنة.
كيف توصل العلماء الجزائريون إلى هذا الاكتشاف؟
البروفيسور الجزائري محمد سحنوني، قائد فريق الاكتشاف الأخير، يقول إن نتائج التحاليل التي أُجريت داخل وخارج الجزائر على الحفريات المكتشفة تشير إلى أن حياة الإنسان في عين لحنش تعود إلى ما قبل 2.4 مليون سنة.
وقال سحنوني : «كنت متيقناً بأن السنوات الطوال التي قضيناها في البحث والتنقيب بمنطقتي عقبة بوشريط وعين لحنش، ستكلل بمثل هذا الاكتشاف، خاصة أنه سبق اكتشاف هيكل الماموث الذي عاش هنا قبل ثلاثة ملايين سنة».
واحدة من الحجارة التي يعتقد علماء الآثار أن عليها علامات قطع بشرية/مواقع التواصل الاجتماعي
السبب في الاهتمام بهذه المنطقة جاء من وفق معلومات مؤكدة سابقا بأن الإنسان عاش بها قبل 1.8 مليون سنة، حسب العالم الجزائري.
ويقول: «إن هذا جعل استكمال البحث يستند إلى أرض خصبة، حيث كانت كل المؤشرات توحي بأن هناك حفريات في المكان أقدم من التقديرات السابقة».
وأضاف: «اعتمدنا في بحثنا وتنقيبنا على خبرة إسبانية، فرنسية وأسترالية، واستمرت هذه الجهود أكثر من 25 سنة، وشارك فيه الأساتذة الجامعيون والطلبة في تخصص التاريخ من عدد من جامعات البلاد خاصة من جامعة سطيف».
ويقول: «خلال مراحل البحث كانت كل حفرية نكتشفها تعطينا نتائج بوجود آثار لنقوش ومنحوتات حجرية مختلفة وأكثر قِدماً».
ولكن ماذا اكتشف العلماء في هذه الموقع؟
تتمثل الأدوات الحجرية المكتشفة في مهدي البشرية الثانية، في حصى مهيّأة وكرويات ونويات ومكاشط وشظايا ذات حواف حادة، استعملت في تقطيع الكتل الحيوانية بغرض استهلاكها.
وتشبه هذه الأدوات الأدوات الحجرية المكتشفة بموقع «قونا» الإثيوبي الذي وجد به أقدم إنسان مكتشف.
«في حين أن البقايا العظمية للحيوانات التي وجدت بجانب المجموعة الحجرية تعود لحيوانات منقرضة بالمنطقة كالفيلة وفرس النهر ووحيد القرن والزرافات».
موقع الحفريات
مجلة علمية أميركية تؤكد الاكتشاف.. ووزارة الثقافة تكرم صاحبه
نتائج الأبحاث الأثرية أكدت أن ثاني أقدم تواجد بشري في العالم هو بموقع «عين بوشريط» بمنطقة عين الحنش بولاية سطيف (شرق الجزائر).
هذا ما أعلنته وزارة الثقافة الجزائرية على صفحتها على فيسبوك.
وأعلنت وزارة الثقافة الجزائرية تكريمها للفريق صاحب الاكتشاف الأخير بقيادة البروفيسور محمد سحنوني
وقالت وزارة الثقافة الجزائرية إنه تم نشر هذا الكشف العلمي بالمجلة العلمية الأميركية المرموقة «ساينس» من قِبل لجنتها العلمية الدولية التي تنشر أسبوعياً مقالات علمية عن أهم الاكتشافات في العالم وفي جميع المجالات.
كما وصف التلفزيون الرسمي الجزائري هذا الاكتشاف بأنه الأعظم في تاريخ الجزائر.
هذا الاكتشاف سينقل اهتمام العلماء من الشرق الأوسط إلى شمال إفريقيا
هذا الاكتشاف يغيّر التقديرات السابقة بأن منطقة الشرق الأوسط هي مهد الحضارة الإنسانية الأول، حسبما يقول البروفيسور محمد، صاحب الاكتشاف.
وقال سحنوني إن «هذا الاكتشاف يؤكد أن القارة الإفريقية، هي أول قارة تواجد فيها الإنسان».
وأضاف: الدليل هو الحفريات التي تم اكتشافها في موقع «قونا» شرق إثيوبيا، والتي تعود إلى نحو 2.6 مليون سنة، وبعدها يأتي اكتشاف عين لحنش بالجزائر الذي يعود لنحو 2.4 مليون سنة.
وهذا يعني أن الباحثين والمهتمين سينقلون دراساتهم واهتماماتهم إلى شمال إفريقيا، بعدما كانت منذ فترة طويلة تقتصر على منطقة الشرق الأوسط، حسب العالم الجزائري.
وتعهد سحنوني: «بأنه لن يتوقف عند هذا الحد، وسيكمل مشوار بحثه وحفرياته في المنطقة، التي تحتوي كنوزاً تحت الأرض ودراسات قيمة ستكشف عن الجديد في السنوات المقبلة»، حسب قوله.
مناطق رعوية واثرية يغزوها الاسمنت
والفرنسيون سعوا إلى طمس معالم مهد البشرية الثاني
«فرنسا كانت لا ترغب بالعثور على مثل هذا الاكتشاف، حسبما يقول البروفيسور محمد سحنوني.
وقال: «لقد سعى الفرنسيون منذ سنوات لطمس حقائق الموقع الأثري بعين لحنش، رغم أن اكبر علماء آثارها كانوا يهتمون بتاريخ المنطقة حتى في الفترة الاستعمارية».
وقال إن «الفريق الذي توصل لهذه الاكتشافات بقيادته كان عليه أن يضع في اعتباره الهجوم الفرنسي الذي كان يطعن في حقيقة التواجد البشري بالموقع قبل 1.8 مليون سنة».
ويضيف قائلاً: «بعض العلماء الفرنسيين ما زالوا ينظرون إلى الجزائر بنظرة الاستعمار والتهميش، لذا لم يتحمسوا لهذه الاكتشافات»، حسب قوله.
وتابع: «كما أن عدم قيادة فرنسا لهذا الاكتشاف جعلها تختلق الحجج في تكذيب الحقائق»، على حد تعبيره.
لذلك أشرك الفريق الجزائري 12 باحثاً من إسبانيا، وأستراليا، فرنسا والجزائر لإثبات صحة هذا الاكتشاف عبر حقائق علمية، اعتمدتها هيئات عالمية ومجلات علمية مرموقة، كرد على تلك الافتراءات، وفقاً لما يقوله سحنوني.
وكان الباحث الجزائري في فترة ما قبل التاريخ زهير حريشان، قد أيّد وجهة سحنوني بشأن موقف الفرنسيين من هذا الاكتشاف.
وقال حريشان في لقاء تلفزيوني، إن «الفرنسيين دأبوا على ما وصفه بـ»العرقلة العلمية»، ومحاولة طمس الحقائق بشأن التواجد البشري بشمال إفريقيا والجزائر خصوصاً»، حسب قوله.
والآن هناك عدو جديد لهذه الحفريات.. الأسمنت يعتدي على التاريخ
على بُعد أمتار من أكبر حفرية في هذه الاكتشافات، ثابت بوزيد، وهو أحد أبناء المنطقة الذين يتألمون لواقع المنطقة الأثرية التي بات الأسمنت يغزوها من كل جانب.
وقال بوزيد إن «المنطقة مهددة في حال لم توقف الدولة جرائم التوسع العمراني على حساب المناطق الزراعية، والتي هي في الأصل أثرية وتاريخية بامتياز».
وعلى سبيل المثال، هناك مشروع لإنجاز حديقة عمومية بمنطقة ذراع بوشريط، وكانت الحفريات متواجدة بالجانب السفلي للوادي، وقمنا بالإبلاغ عن هذه الحديقة. لكن صاحب المشروع لم ينصع للمطالبات بوقف أعماله كما أن السلطات لم تتحرك ودفنت الحفريات، حسب بوزيد.
وهو ما أكده البروفيسور محمد سحنوني، الذي اعتبر «أن زحف الأسمنت هو العدو الأول للاستكشافات الأثرية بمنطقة عين لحنش وذراع بوشريط، وطالب المسؤولين بضرورة التحرك لمنع البناء على حساب التاريخ»
لماذا لم يسمَ العالم الجديد باسم كولومبوس وسمي باسم أميريكو؟
قال مات كراوفورد، أستاذٌ مساعدٌ في التاريخ في جامعة كينت في أوهايو: «للإجابة عن هذا السؤال ينبغي علينا النظر إلى سمعة كولومبوس في الوقت الذي سمّى فيه الأوروبيون القارات الجديدة، بالإضافة إلى الحملة الدعائية الناجحة التي قادها المستكشف الإيطالي أمريكو فيسبوتشي».
انتقل كريستوفر -الذي وُلد عام 1451 في مدينة جنوة بإيطاليا- إلى البرتغال عام 1476 ليبدأ نشاطه الجديد في رسم الخرائط.
أُطلق على هذا الوقت عصر الاستكشاف، وكانت البرتغال في ذلك الحين رائدةً بعد اكتشافها جزر ماديرا والأزور في المحيط الأطلنطي، وأبحرت حتى جزء من الساحل الغربي لأفريقيا.
ما كانت تريده أوروبا في ذلك الوقت هو طريقٌ للوصول إلى الهند، وكانت الإمبراطورية العثمانية قد منعت وصول الأوروبيين عبر القسطنطينية وشمال أفريقيا والبحر الأحمر أيضًا.
أراد كريستوفر أن يشارك في جزءٍ من العمل ليصبح ناجحًا وذا شهرة، واقترح -كما اقترح كثيرون من قبله- إمكانية الوصول إلى آسيا عبر الإبحار غربًا.
اكتشاف كولومبوس العالم الجديد وعدم ملاحظته ذلك
رفضت البرتغال فكرة كريستوفر كولومبوس، فأخذ خطّته إلى إسبانيا، لم ترفض البرتغال فكرته لأنه لم تكن له سمعةٌ جيدة، لكن لأنها ظنّت أنه قد قلّل من شأن المسافة بين أوروبا والهند.
كان اعتقاد الإسبان غير واضحٍ بشأن نجاح كريستوفر كولومبس، ومع ذلك، وعدوه بالكثير إذا وجد طريقًا إلى الهند، وقال كراوفورد: «لقد وُعد بأشياء كثيرة في مقابل ذلك، بجزءٍ كبيرٍ نسبيًا من التجارة والثروة التي تأتي من اتصالاتٍ مباشرة مع آسيا، لقد وُعد باللقب الكبير (أميرال بحر المحيط) و(نائب الملك في جزر الهند)».
وما حدث بعد ذلك صنع التاريخ، إذ أبحر كولومبوس مباشرةً إلى جزيرة باهامان في جواناهان.
وخلال الرحلات الأربع التي قام بها كولومبوس إلى العالم الجديد (أميركا) وطأت قدماه جزرًا مثل كوبا وهسبانيولا وبعض سواحل أمريكا الوسطى والجنوبية أيضًا، وأكّد مجددًا أنه قد وجد آسيا؛ ربما لأنه أراد أن يحتفظ بثروةٍ وعدةٍ ألقابٍ وعدت بها إسبانيا.
فشل كولومبوس في الوصول
قال كراوفورد إنَّ هذا الموقف جعل بعض معاصري كولومبوس ينظرون إليه على أنه شخصٌ مخادعٌ لا يمكن الوثوق به، وكان المستكشف البرتغالي فاسكو دي جاما في هذا الوقت قد سافر من البرتغال إلى الهند وعاد مرةً أخرى من طريق رأس الرجاء الصالح من ناحية جنوب إفريقيا من عام 1497 إلى 1499م، وهذا إن دل على شيء فهو يدلّ على أن البرتغال قد هزمت إسبانيا في اكتشاف طريقٍ للوصول إلى الهند.
كان الملك الإسبانيّ غير سعيدٍ بشأن فشل وصول كولومبوس إلى آسيا، فأرسل وكيلًا لاعتقال كولومبوس وإعادته إلى إسبانيا، وفي وقتٍ لاحقٍ جرّده من ألقابه.
الرسائل
كتب كولومبوس في عام 1493م رسالةً إلى أحد مؤيديه موضحًا فيها اكتشافه (أُعيدت طباعة تلك الرسالة في وقتٍ لاحقٍ وقُرئت من قِبل الكثيرين).
كانت لرسائل أمريكو فيسبوتشي (الذي أبحر تحت علم إيطاليا) شعبيةٌ كبيرة، فقد كانت أول رحلةٍ له للعالم الجديد في عام 1499م، وعندما وصل فيسبوتشي إلى هذه الأراضي أدرك أنها ليست آسيا بل قارات جديدة، وأرسل إلى راعيه رسائل حول العالم الجديد وكانت تلك الرسائل هي الأفضل مبيعًا في جميع أنحاء أوروبا.
كان لتلك الرسائل أثرٌ على رسّام خرائط مشهور يُسمّى مارتن فالديسمولر، إذ ابتكر مارتن أول خريطةٍ لاستخدام اسم أمريكا، ومع ذلك كانت لهذا الاسم شعبية في البرازيل.
لماذا سُمّيت أمريكا وليس أمريكو؟
أما بخصوص تسميتها بـ أمريكا وليست بـ أمريكو، فقد كانت تلك مقدمة كتيّبٍ لرسام الخرائط مارتن والديسملر، إذ قال: «إنَّ أوروبا وآسيا حصلتا على اسميهما من النساء، فلا أرى سببًا يمكّن أي شخصٍ من الاعتراض على هذا الاسم».
إدراك رسام الخرائط أحقية الاسم لكولومبوس
توقف مارتن عن استخدام اسم أمريكا في الخرائط التي صنعها في عامي 1513 و1516م؛ ربما لأنه أدرك أنَّ كولومبوس كان هو المكتشف الأول لها، لكن هذا كان متأخرًا فقد استخدم رسامو خرائط آخرين اسم أمريكا ونسخوه ونشروه في نطاقٍ واسع، وقال كراوفورد: «إنَّ اسم أمريكا قد تأصّل في نهاية القرن السادس عشر».
وأضاف: «هذا المشروع كله هو وضعٌ للخرائط وتخصيص علاماتٍ وأسماء أوروبية لأماكن لا تخصّها وليس لها أي علاماتٍ تجارية على سبيل المثال، فهذا جزءٌ من جهودهم للاستيلاء على تلك الأراضي».
مالا تعرفه عن "هيدروكسي كلوروكين" المستخدم لعلاج كورونا
ما هو "هيدروكسي كلوروكين"؟ فيما يحارب العالم فيروس كورونا بكل الوسائل الممكنة لمنع تفشيه، أعلنت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب...
-
منحوتة متخيلة للملك يوبا الأول يوصف يوبا الأول بأنه آخر الملوك الأمازيغ، الذين حاولوا الوقوف في وجه روما وأطماعها الا...
-
Koussaila Kekouche - من المعروف أن الخلايا هي تلك الهياكل الصغيرة التي تمثل الوحدة الأساسية لبناء جسم الكائن الحي . وتتجمع ال...
-
من يقرأ تاريخ تشرشل أشهر رئيس وزراء في تاريخ بريطانيا، فسيجد أن مشكلته لم تكن نقص الشجاعة على الإطلاق، بل الإفراط فيها أحياناً. في أبريل/ني...